السبت، 25 مايو 2019

سورة الشمس


"سورة الشمس تتكلم عن التزكية التي هي التطهير"

-------------------------

1 - وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا

2 - وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا


"الشمس (تطهر) الأرض من الجراثيم وأشياء أخرى وضحاها وقت حرها فضَحاءُ : إذا قَرُبَ انْتصافُ النَّهارِ وهو وقت (يحرق) الجراثيم في الجو (حرقا).
والقمر يتبعها ... تلاها بمعنى تبعها كما نقول جاء محمد يتلو محمود ومحمود يتلو أحمد أي أحمد يمشي في المقدمة ومحمود خلفه ومحمد خلفه وهم يمشون ووصف يتلو فيه حركة لازمة ليس مثل خلف فخلف يتلو ولا يتحرك أو يتحرك لا فرق فالقمر يتحرك بعد الشمس والإثنان يتحركان ولكن ليس شرط خلف بعضهما فورا بل يمكن أن يوجد وقت بينهما فالشمس تذهب ثم يتلوها القمر ليلا ولكن شرط أن لا يكون بينهما جرم آخر فالقمر يتلو الشمس أي ليس هناك شيء بينهما، وقد يكون المعنى أنه يتلوها في فعلها (التطهيري) (فيطهر) الأرض كالشمس فتعاقب النهار والليل هذا بِحرِّه وهذا ببرودته يقضي على أعتى الجراثيم."

-------------------------

3 - وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا

4 - وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا


"والنهار إذا جلاها، النهار هو الوهج الذي ينتج عن انعكاس ضوء الشمس عن ذرات الهواء وجزيئاته ولولا هذا الوهج لظهرت الشمس في السماء كقرص مضيء محاط بسواد لنفوذ أشعتها دون تشتت، وهذا السواد هو المعني في الآية التالية وهي "والليل إذا يغشاها" فلولا النهار لرأينا حقيقة الفضاء حيث الشمس محاطة بسواد السماء أي الليل وهو يغشاها ويغطيها من كل جانب ومن الأمام أيضا ولكن نراها لأن أشعتها تنفذ خلاله باتجاهنا أما من باقي الجوانب فلا نرى أشعتها لأنها ليست باتجاهنا وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم في مواضع أخرى الشمس والقمر والليل والنهار وأنهم كل في فلك يسبحون، وتعاقب الليل والنهار هو لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا أي ليتطهر من آثامه كما قال تعالى "﴿وَهُوَ الَّذي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ خِلفَةً لِمَن أَرادَ أَن يَذَّكَّرَ أَو أَرادَ شُكورًا﴾ [الفرقان: ٦٢]" فكل ما سبق مرتبط بمقصد السورة وهو (التزكية)"

-------------------------

5 - وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا

6 - وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا


"والسماء وما بناها ... السماء تبنيها النجوم ومجموعاتها ومجراتها ولكن لبنتها الأساسية هي النجوم وهذا ما يبني السماء ... والأرض وما طحاها ...
طَحا : بَسَطَ ، وانْبَسَطَ ، واضْطَجَعَ ، وذَهَبَ في الأرضِ 
وطاحِي : الجَمْعُ العَظيمُ ، والمُرْتَفِعُ ، والمُنْبَسِطُ ، والذي قد مَلأَ كلَّ شيءٍ كَثْرَةً 
مِظَلَّةٌ طاحِيَةٌ ومَطْحِيَّةٌ ومَطْحُوَّةٌ : عَظِيمَةٌ . 
ـ بَقْلَةُ المُطَحِّيَةُ : النابِتَةُ على وجْهِ الأرضِ . 
ـ طَحْيَةٌ من سَحابٍ : قِطْعَةٌ منه
معنى الآية: أَقْسَم بالأرض وأَقْسَم بما طحاها أي بما ملأ الأرض من الكائنات الحية والنبات والعناصر وطبقاتها الفوقية والتحتية كالريح والسحاب والماء والتراب والجبال كثرة وبركة سبحانه ... والسماء وما بناها والأرض وما طحاها أقسم بالسماء وما فيها والأرض وما فيها أي الكون كله أليس في ذلك تذكرة وموعظة لك (تزكيك)؟"

-------------------------

7 - وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
8 - فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
9 - قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا

10 - وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا


"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، الذي فعل ذلك هو الله بما يرى من طبعها وترك لها الإختيار بين (التزكية) لها أو (التدسية) وهي الإفساد والإغواء فقال تعالى "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" ... مما سبق نرى أن القسم من أوله إلى آخره يحمل مقصد السورة وهو (التزكية) التي هي (التطهير)"

-------------------------

11 - كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا
12 - إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا
13 - فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا
14 - فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا

15 - وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا


" مما سبق نرى أن القسم من أوله إلى آخره يحمل مقصد السورة وهو التزكية التي ضدها التدسية فقال تعالى: "كذبت ثمود بطغواها" وهذا من (التدسية) ... "إذ انبعث أشقاها" هذا الذي (دسَّى) نفسه ولم (يزكِّها) ... "فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها" الذي (زكى) نفسه هو رسول الله قال للذين (دسَّوا) أنفسهم ناقة الله لا تقربوها بسوء لا ينزلن بكم عذاب الله ... "فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها" التكذيب والعقر مصدرها أنهم (مُدَسُّون) فكان عقابهم تسوية الحساب فأهلكهم وهذا جزاء الظالمين (المُدَسِّين) ... "ولا يخاف عقباها" فالله لا يخاف عقبى شيء لأنه عادل وهو عادل في إهلاك هؤلاء (المُدَسِّين) ... كل آية أو مجموعة آيات مما سبق يصب في معنى ومقصد السورة وهو (التزكية) التي ضدها (التدسية) والله تعالى أعلم وسبحان الله العظيم."

سورة الليل


"سورة الليل تتكلم عن الشَتَائت: عن الأشياء المتخالفة المتناقضة"

-------------------------

1 - وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى
2 - وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى

3 - وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى


"الليل والنهار، التغطية والتجلي، الذكر والأنثى (نقائض)"

-------------------------

4 - إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى
5 - فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى
6 - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
7 - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
8 - وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى
9 - وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى
10 - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى

11 - وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى


"السعي (شتى) (ونقائض) فهناك من يعطي وهناك من يبخل، وهناك من يتقي وهناك من يستغني، وهناك من يصدق بالحسنى وهناك من يكذب بها، وهناك من ييسر للحسنى وهناك من ييسر للعسرى، وهناك من ينفعه ماله إذا مات وهناك من لا يغنى عنه ماله إذا تردى ... (نقائض)."

-------------------------


12 - إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى


"الله تعالى عليه الهداية للجميع، وأعداؤه عليهم الضلالة لأنفسهم وغيرهم"

-------------------------


13 - وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى


"لله (النقائض) كالآخرة والأولى"

-------------------------

14 - فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى
15 - لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى
16 - الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى
17 - وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى
18 - الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى
19 - وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى
20 - إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى

21 - وَلَسَوْفَ يَرْضَى


"يصلى النار الأشقى (نقيضه) يجنبها الأتقى، الأشقى كذب وتولى والأتقى ابتغى وجه ربه الأعلى فآمن وزكى ماله فلم يتول، والكافر حين يلقى في النار لن يكون راضيا، على (النقيض) من الأتقى الذي يدخل الجنة فسوف يرضى. (متضادات) واضحة، فسبحان الله العظيم."

سورة الضحى


"سورة الضحى تتكلم عن الرضى"

-------------------------

1 - وَالضُّحَى

2 - وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى


"وقت الضحى ووقت الليل وقتان لأفضل صلوات التطوع: صلاتي الضحى وقيام الليل تكون فيهما النفس أقرب (للرضى) وتكون النفس فيهما ساكنة هادئة مطمئنة"

-------------------------

3 - مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى
4 - وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى

5 - وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى


"لا تقلق، ما ودعك ربك وما قلاك، ألا (ترضى) أن لك الجنة التي هي خير لك من الدنيا بكل ما فيها، فلسوف يعطيك ربك من الدنيا والآخرة ما (يرضيك)"

-------------------------

6 - أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى
7 - وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى

8 - وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى


"ألم (ترض) حين وجدك ربك يتيما فآواك، ووجدك ضالا فهداك، ووجدك عائلا فأغناك. ألم (يرضك) ربك في كل ذلك"

-------------------------

9 - فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ
10 - وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ

11 - وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ


"بالمقابل لتكون (راضيا) وشاكرا طيب النفس لا تقهر اليتيم فقد جربت اليتم وتعلم كم هو مؤلم قهر اليتيم، والسائل فلا تنهر سواء كان سؤالا لمعرفة شيء مجهول للسائل أو مسألة حاجة لمحتاج فهذا يؤلمه، وبنعمة ربك فحدث حامداً شاكرا للمنعم سبحانه، كل ذلك (سيرضيك) وتطيب به نفسك، والحمد لله رب العالمين."

سورة الشرح


"سورة الشرح تتكلم عن التيسير وضده التعسير"

-------------------------

1 - أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ
2 - وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ
3 - الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ

4 - وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ


"شرح الصدر وحده من (تيسير) الأمور، ووضع الوزر وهو الحمل الثقيل الذي كان يحمله الرسول عليه السلام في نفسه من هم الدعوة ومشاقها هو من أعظم (التيسير)، ورفع ذكره وقدره عليه السلام بين الخلق في الأرض من إنس وجن، وملائكة السماء فيصلي عليه الجميع من (تيسير) أمره له وهل هناك أعظم (تيسيرا) ممن يصلى عليه الخلق ويدعون له خالقهم جل وعلا ليل نهار عليه الصلاة والسلام."

-------------------------

5 - فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا

6 - إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا


"وهو تأكيد له أن (اليسر) مع (العسر) فلا يقلق"

-------------------------

7 - فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ

8 - وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ


"فإذا فرغت فانصب بالصلاة والدعاء والعبادة (لتتيسر) أمورك وإلى ربك فارغب فهو وحده من يستطيع (تيسير) أمورك، وبالصلاة والدعاء والعبادة والرغبة إلى الله (تتيسر) الأمور ليس بسواها فسبحان الله العظيم."

سورة التين


"سورة التين تتكلم عن الدين"

-------------------------

1 - وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ
2 - وَطُورِ سِينِينَ

3 - وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ


"أماكن نزول (الدين) فلسطين والطور ومكة"

-------------------------

4 - لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
5 - ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ

6 - إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ


"الإنسان (بدينه) فقد خلقه الله تعالى في أحسن حالة لتلقي (الدين) فإذا به يُرْدِي نفسه في الكفر ما عدا الذين يؤمنون ويعملون الصالحات فلهم أجر غير ممنون"

-------------------------


7 - فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ


"فما يجعلك أيها الإنسان تتساهل في أمر (الدين) فتكذب به"

-------------------------


8 - أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ


"بلى، حكمة الله تعالى تقتضي أن يجازى المحسن بإحسانه ويعاقب المسيء بإساءته ولذلك جعل (الدين) ليحدد للناس الحلال والحرام فيحاسب الإنسان بفعلهما فسبحان الله العظيم."

سورة العلق


"سورة العلق تتكلم عن العلم والهدى الذي ضده الجهل والضلال"

-------------------------

1 - اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
2 - خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ
3 - اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ
4 - الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ

5 - عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ


"من (هداية) الله تعالى للإنسان أن (هداه) لاكتشاف الكتابة (فعلمه) بذلك ما لم يكن (يعلم)، وذلك بالتدوين الذي ينقل الكتابة والأفكار من جيل إلى جيل، (وعلمه) قراءة ما هو مكتوب ومدون، مع أن القراءة تسبق الكتابة، فالقراءة يمكن أن تكون من كتاب الكون المفتوح يقرأ منه الإنسان بفكرة دون أن يكون مدونا على ألواح أو أوراق."

-------------------------

6 - كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى
7 - أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى

8 - إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى


"هذا من (جهله) (وضلاله)"

-------------------------

9 - أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى

10 - عَبْدًا إِذَا صَلَّى


"وهذا من (جهله) (وضلاله)"

-------------------------

11 - أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى
12 - أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى
13 - أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى

14 - أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى


"وهذا من (جهله) (وضلاله)"

-------------------------

15 - كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ
16 - نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
17 - فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ
18 - سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ

19 - كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ


"جزاء (الجهل) حرب من الله على هذا (الجاهل)، وعلى المؤمن (تجاهل) (الجهلاء) في أقوالهم وأفعالهم فالله تعالى سيتولى حماية المؤمنين، فصلِّ أيها المؤمن واقترب ولا تخشَ أحدا إلا الله تعالى. والحمد لله رب العالمين."

سورة القدر


"سورة القدر تتكلم عن النزول"

-------------------------

1 - إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
2 - وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
3 - لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
4 - تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ

5 - سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ


"ليلة القدر باب مفتوح من السماء إلى الأرض (يتنزل) عبره أطهر ما في الكون (نزل) فيه القرآن الكريم (وتتنزل) فيه الملائكة بأمر الله فما أدراك ما ليلة القدر هي خير من ألف شهر، فهي محفوظة محفوظ هذا الباب (للنزول) فسلام هي حتى مطلع الفجر فسبحان الله العظيم"

سورة البينة


"سورة البينة تتكلم عن البينة التي هي الحجة الواضحة."

-------------------------

1 - لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ
2 - رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً

3 - فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ


"لم يكن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين تاركين كفرهم حتى تأتيهم (البينة) التي وُعِدوا بها في الكتب السابقة التي هي رسول ينتظرونه وهو النبي محمد الذي معه كتاب مبارك من الله تعالى فهذه هي (البينة) التي ينتظرونها"

-------------------------

4 - وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ

5 - وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ


"وما اختلفوا وما تفرقوا مذاهب وشيع إلا من بعد ظهور هذه (البينة) محمد عليه السلام والقرآن وما أمروا بشيء عجيب بل ليعبدوا الله وحده لا شريك له حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين جميع الأنبياء، فما لهم؟ "

-------------------------


6 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ


"وهذا جزاء من أنكر (بينة) ربه وكفر بها بعد إذ جاءته: الخلود في نار جهنم وهم شر الخلق"

-------------------------

7 - إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ

8 - جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ


"وجزاء من آمن (ببينة) ربه، نبيه وكتابه، جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه وأولئك هم خير الخلق، والحمد لله رب العالمين."

سورة الزلزلة


"سورة الزلزلة تتكلم عن مالها التي هي الأرض ما شأنها؟"

-------------------------

1 - إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا
2 - وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا
3 - وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا
4 - يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا
5 - بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا
6 - يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ
7 - فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ

8 - وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ


"حين يرى الإنسان الزلزال العظيم وإخراج الأرض أثقالها يستفسر ويقول (مالها) والجواب أنها الآن في حال آخر فهي ستحدث أخبارها بكل ما وقع عليها بوحي من الله تعالى، هذا (مالها)، وأيضا يصدر الناس منها جماعات ليروا أعمالهم، وهذا (مالها)، وأيضا يحاسب الخلق يومها عليها، وهذا (مالها)، وأيضا من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، وهذا (مالها)."

سورة العاديات


"سورة العاديات تتكلم عن الكند وهو الجحود"

-------------------------

1 - وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
2 - فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
3 - فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
4 - فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا
5 - فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
6 - إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
7 - وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ

8 - وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ


"الخيل تضحي بنفسها شكرًا لصاحبها فتأتي على نفسها ولِنَفَسِها شدة وتجري على الصخر بشدة تقدحه قدحا وتغير صبحا ومن فرط سرعتها وخوضها في صفوف الأعداء تثير النقع وتتوسط الجمع تضحي بنفسها إرضاءً لصاحبها لا (تجحده) ولا تكفره فهي ليست (بكنود) كالإنسان مع ربه فهو له (كنود) ويعلم ذلك ويحب الخير لنفسه عالما أن الخير من عند الله تعالى الذي (يكنده) ولا يرضيه فشتان بين الخيل مع الإنسان والإنسان مع ربه سبحانه تعالى."

-------------------------

9 - أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ
10 - وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ

11 - إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ


"أفلا يعلم هذا (الكنود) أن (لكنوده) ثمن غالٍ يدفعه حين يُبعث من قبره ويُحصَّل ما في صدره فالويل له، إلا من (شكر) فالله تعالى خبير (بالكنود) (والشكور)"

سورة القارعة


"سورة القارعة تتكلم عن الثقل وضده الخفة"

-------------------------

1 - الْقَارِعَةُ
2 - مَا الْقَارِعَةُ
3 - وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ
4 - يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ

5 - وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ


"يوم يكون الناس كالفراش المبثوث من (خفتهم) وضعفهم وهوان شأنهم والجبال (الثقيلة) تصبح كالعهن المنفوش فلا (ثقل) لها ولا قيمة كسابق شأنها، فشأنهم ضعف شديد (وخفة) وهفوت وهوان وهذا كله بسبب (ثقل) وشدة القارعة التي تقرع الأرض والنفوس قرعا شديدا يجعل الجبال والنَّاس على هذا الحال من (الخفة) والضعف والهوان"

-------------------------

6 - فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ
7 - فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
8 - وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
9 - فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ
10 - وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ

11 - نَارٌ حَامِيَةٌ


"لكن (الثقل) الحقيقي ليس (ثقل) الجبال وقوة الناس ولكن (الثقل) الحقيقي (ثقل) موازين الأعمال فمن (ثقلت) موازينه فهو في عيشة راضية فليس (بخفيف) ولا بهافت ولا تافه بعد الآن، ومن (خفت) موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية فهو (ثقيل) بجسده وقتها وليس بعمله يهوي فيها بشدة نعوذ بالله من الخذلان وصلى الله على سيدنا محمد."

سورة التكاثر


"سورة التكاثر تتكلم عن التكاثر وهو الإستكثار من النعم"

-------------------------

1 - أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ

2 - حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ


"هذه المقابر التي لا تحسبون حسابها هي مدمرة النعم (والتكاثر) منها وبها تنتهي النعم (والتكاثر) منها"

-------------------------

3 - كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ
4 - ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ
5 - كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
6 - لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ
7 - ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ

8 - ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ


"بعد أن تدمر القبور النعم بالموت تأتي الجحيم لتكمل ما بدأته القبور فتدمر كل أثر للنعم على أولئك (المكاثرين) وهنا وعيد شديد بعدم (التكاثر) فستعلمون في القبور ذلك علما يقينيا حين ترون النار حين يفتح لكم باب عليها وسوف ترونها عيانا بأعينكم يوم القيامة فالويل (للمكاثرين) حيث يومها ستُسألون عن النعم التي (استكثرتم) منها (وكاثرتم) بها الناس والحمد لله رب العالمين."

سورة العصر


"سورة العصر تتكلم عن العصر الذي هو عمر الإنسان وهو مجموع وقته"

-------------------------

1 - وَالْعَصْرِ
2 - إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ

3 - إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ


"الإنسان الذي يخسر (عمره) ذلك هو الخاسر فالذي يضيع (وقته) فيما لا ينفعه في آخرته ذلك الذي وقع في وسط الخسر (فالعمر) هو (عصرك) فاغتنمه فإن فعلت فقد نجوت وذلك يكون بالإيمان وعمل الصالحات والتواصي بالحق والتواصي بالصبر بهذا تكون قد استفدت من (عمرك) الذي هو أثمن ما تملك، (وعمرك) الذي هو (عصرك) هو مجموع (وقتك)، والحمد لله رب العالمين."

سورة الهمزة


"سورة الهمزة تتكلم عن الحطام"

-------------------------

1 - وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
2 - الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ
3 - يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ
4 - كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
5 - وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ
6 - نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ
7 - الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ
8 - إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ

9 - فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ


"يهمز ويلمز (ويحطم) في الناس وإنسانيتهم ليعلو ويرتفع ذكره هو لا أحد غيره ويجمع من (حطام) الدنيا ظانا أن هذا (الحطام) هو كل شيء وهو الخلود والذكر الحسن. كلا لينبذن في (الحطمة) التي (تحطمه) هو وجسمه وإسمه وذكره فهو لم يكن يتصور ما (الحطمة)، إنها نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة فترى قبح ما فيها (فتحطمه) (تحطيما) بالحرق والسحق وهي مغلقة عليه في عمد ممددة فلا مفر منها، لا مفر، فلن ينشغل بعد الآن (بتحطيم) أحد فهو منشغل (بحطام) نفسه الآن. والحمد لله رب العالمين."

سورة الفيل


"سورة الفيل تتكلم عن التضليل"

-------------------------

1 - أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ

2 - أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ


"كيد أعداء الله تعالى ومكرهم يستقصده الله تعالى بكيد التضليل والتعمية فلا يفيدهم في شيء بل يقودهم إلى هلاكهم وهلاك من شايعهم كما فعل بأصحاب الفيل هم ومن شايعهم من جيشهم"

-------------------------

3 - وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
4 - تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ

5 - فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ


"أرسل الله تعالى عليهم طيرا كقطعان الإبل الضخمة العدد فوجا بعد فوج (فضلوا) لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ولم يستطيعوا فعل شيء مع هذا السلاح الرباني الفتاك، طير أبابيل تقذفهم بحجارة من سجيل حتى هلكوا فقضى عليهم (فضلَّت) أجسادهم على الأرض فلا يعلم لأحدهم رأس ولا بطن ولا يد بل كالعصف المأكول المتفتت. الله تعالى كادهم (فضللهم) في فكرهم وفي عملهم وفي أجسادهم فلا فكر أصابوا ولا عمل ينفعهم لدى إبادتهم أفادهم وحتى حين هلكوا تفتتت أجسادهم (وضلت) فتاتا على الأرض فلم يعرفهم أحد، فسبحان الله العظيم."

سورة قريش


"سورة قريش تتكلم عن الإيلاف"

-------------------------

1 - لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ
2 - إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ
3 - فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ

4 - الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ


"لتحذر قريش من هذا (الإيلاف)، فهو مرتبط بقوله تعالى "فليعبدوا رب هذا البيت"، فيسقط هذا (الإيلاف) بالكفر، فلا رحلة شتاء ولا رحلة صيف، فيهلكون جوعا ويزلزلهم الخوف، فهم الآن يَطْعَمون من هذا (الإيلاف) ويرحلون هنا وهناك بلا خوف لمكانتهم بين العرب فلا يتعرض لهم أحد، وهذا تهديد لهم بأن هذا لن يكون إن هم كفروا برب هذا البيت، وهذا التهديد لقريش خاصة ولمن يكفر بالله عامة، والحمد لله رب العالمين."

سورة الماعون


"سورة الماعون تتكلم عن تاركي الصلاة"

-------------------------

1 - أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
2 - فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ
3 - وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ
4 - فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
5 - الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ
6 - الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ

7 - وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ


"عينة المصلين الذين هم لا يؤدون الصلاة (ويتركونها) عمدا، قلوبهم قاسية كالحجر فهو وإن ادعى الإسلام يُكَذِّب بالدين فلا يُقيمُه ولا يلتزم به. ومن قسوته وقسوة قلبه يَدُعُّ اليتيم الضعيف المغلوب على أمره، ولا يحض على طعام المسكين فلا هو أطعم ولا حض على الإطعام، ويتظاهر بفعل الخير ليقال كريم وطيب وهو أبعد الناس عن ذلك، وذلك لأنه قاس القلب بسبب (تركه) لصلاته فالحذر الحذر من (ترك) الصلاة فهو مصدر قسوة وتحجر القلب، والحمد لله رب العالمين. إقرأ المقالة أدناه لمزيد من الإيضاح.


الإستنتاج



أحيانا تجد أن العقاب الرباني أو الوعيد الواحد يكون لعدة أشياء مجتمعة إن اجتمعت استحق صاحبها الوعيد وليس لشيء واحد فيكون من وُجِد فيه شيء واحد من الأشياء المذكورة لزم أن تكون جميعها موجودة فيه، أي من وُجِد فيه أحدها وُجِد فيه كلها، كما في سورة الماعون، فالذي يكذب بالدين لزِم أن يكون قاسي القلب يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ويكون لا يصلي، كذلك من لا يصلي لزِم أن يكون مكذبا بالدين ويدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، وكذلك قاسي القلب الذي يدع اليتيم لزِم أن يكون من المكذبين بالدين ولا يصلي ولا يحض على طعام المسكين. وفي الآيات التالية "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون" كذلك، المصلون الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم تاركوا الصلاة فمن ترك الصلاة لزم أن يكون من المرائين بأعمالهم ولزم أن يكون قاسي القلب فاسد الخلق يمنع الماعون، وكذلك قاسي القلب فاسد الخلق الذي يمنع الماعون لزم أن يكون تاركا للصلاة ولزم أن يكون من المرائين بأعمالهم ... وهكذا.
تاركي الصلاة نوعين، تارك بفعله وتارك بقلبه، فتاركها بفعله لا يؤديها لا بفعله ولا بقلبه فهذا لا يسمى من المصلين فهو أقبح الإثنين. وتاركها بقلبه هو المقصود في قوله تعالى فويل للمصلين الذين هم "عن صلاتهم ساهون" فهو عمليا كتاركها بفعله. الفرق بين الذين هم "عن صلاتهم ساهون" والذين هم "في صلاتهم ساهون" أن الذين هم عن صلاتهم ساهون لا يذكرونها وغير مهتمين بها ولا يتحرون أوقاتها وهي ليست أول اهتماماتهم، فهم ساهون عنها بأشغالهم وحياتهم فلا يهتمون بها، فإن تصادف أن رأى أحدا يصليها أمامه صلاها وإلا فهي ليست من اهتماماته ولا يضبط ساعته لأوقاتها، فهذا ليس من مقيمي الصلاة ويسمى تاركا للصلاة، غير الذي يتحرى وقتها ويضبط ساعته لها وهي أول اهتماماته ولكن تأخذه الدنيا أحيانا وهو يصليها، فيسهو، فهذا من مقيمي الصلاة ولا يسمى تاركا للصلاة، فإقامة الصلاة كالقيام بالزوجة والولد والقيام بالواجبات التي تستقيم بها الحياة، فإن لم يقم الرجل بزوجته وولده خرب بيته، وهكذا من لا يقيم صلاته خرب دينه فأصبح منافقا أو كافرا. فمن كانت صلاته على باله دائما كان الله تعالى على باله دائما، فهو مقيم للصلاة ولا يكون تاركا لها، ومن لم تكن على باله دائما لم يكن الله تعالى على باله، فهو تارك للصلاة، فاعرض نفسك على ما ذكرت أعلاه لتعرف إذا كنت مقيما للصلاة أو تاركا لها، وصلى الله تعالى على نبينا محمد."

سورة الكوثر


"سورة الكوثر تتكلم عن الكثرة وضدها القلة"
-------------------------

1 - إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ
2 - فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

3 - إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

"الله أعطاك الخير (الكثير) في الدنيا والآخرة (فأكثر) من طاعة الصلاة التي هي (أكثر) طاعة يقوم بها المؤمن وأدِّ حتى طاعة نحر الإبل يوم النحر التي هي (الأقل) بين الطاعات من ناحية (الكثرة)، إعمل ذلك ولا تهتم (للكثرة) المبغضة لك (كثيرا) جدا فأنت (الأكثر) قيمة عند الله وخلقه، وهم البُتْر المقطوعون، وهم (الأقل) قيمة عند الله تعالى وخلقه"

سورة الكافرون


"سورة الكافرون تتكلم عن العبادة"
-------------------------

1 - قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
2 - لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ
3 - وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
4 - وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ
5 - وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ

6 - لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ

"الدين (العبادة). لكم أيها الكافرون (عبادتكم) الباطلة ولي (عبادة) الله الواحد الأحد فلا (أعبد) آلهتكم الباطلة ولا (تعبدون) ربي الله الواحد الأحد لا حاضرا ولا مستقبلا (نزلت في كفار بأعيانهم)"

سورة النصر


"سورة النصر تتكلم عن الفتح"
-------------------------

1 - إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
2 - وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا

3 - فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا

"دخول الناس في دين الله أفواجا هو هدف (الفتح) من البداية والآن تراهم كذلك فاستعد للقاء الله بالتسبيح بحمد الله شكرًا لله على هذا (الفتح) واستغفر الله فانه تواب، فهذا (الفتح) هو دليل على اقتراب أجلك ونهاية رسالتك فاختم بهذا (الفتح) أجلك بحمد الله واستغفاره ، والحمد لله رب العالمين"

سورة المسد

"سورة المسد تتكلم عن التباب"
-------------------------

1 - تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
2 - مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
3 - سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ
4 - وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ
5 - فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ

"من هذا الذي (تبت) يداه (وتب)؟ ومن كمال (تبابه) أن (تبت) يداه (وتب)، (وتب) ماله وما كسب، فما أغنى عنه شيئا فقد كان وبالا عليه. ومن كمال (تبابه) أن (تبت) يدا امرأته (وتبت) معه بحملها الحطب على ظهرها تربطه برقبتها وذلك في الدنيا والآخرة، في الدنيا لتضعه في طريق النبي الكريم عليه السلام تؤذيه به وفي الآخرة يعذبها الله تعالى بذلك في نار جهنم، هذا الذي (تب) هو أبو لهب عم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مصيره يوم القيامة نارا ذات لهب هو وامرأته حمالة الحطب. أبو لهب وزوجته مثال للوضيئ ذي المال وزوجته الذي يبذل ماله ووقته هو وزوجته في محاربة الله تعالى ورسوله فالويل (والتباب) له ولزوجته، فالحذر الحذر، والحمد لله رب العالمين."

سورة الإخلاص


"سورة الإخلاص تتكلم عن الأحدية"
-------------------------

1 - قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
2 - اللَّهُ الصَّمَدُ
3 - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ

4 - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ

"هو (الأحد) الذي لا يوجد له ند يكافئه، فكفؤه لا بد أن يكون من ولده أو من والده أو ذرية والده أو من أمثاله وهو لم يلد فليس له كفؤ من دونه ولم يولد فليس له كفؤ من فوقه وهو أحد فليس له كفؤ من مثله لذلك لا يكون الرجوع إلا إليه فهو الصمد الذي لا تستقيم مخلوقاته إلا به، فسبحان الله العظيم."

سورة الفلق


"سورة الفلق تتكلم عن الشر"
-------------------------

1 - قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
2 - مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ
3 - وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ
4 - وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ

5 - وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ

"قوله من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد أي هذه (الشرور) هي مما خلق، فالذي خلقه الله تعالى هو الغاسق إذا وقب والنفاثات في العقد والحاسد إذا حسد، من (شر) هذا الذي ذكرت ومن (شر) غيرها من (الشرور)، فالواو في قوله ومن شر غاسق تدل على هذه (الشرور) المذكورة وغيرها مما لم يُذكر، فالواو تدل على شيء مضمَّن لم يُذكر وبذلك تكون السورة تعوذ من كل (الشرور) بدون استثناء، ما ذكر منها وما لم يذكر، فَلَو كانت الآية بدون واو في قوله تعالى ومن شر غاسق لكانت (الشرور) محددة بالمذكورة، فلما أضيفت الواو أصبح معنى الآية شر الغاسق والنفاثات والحاسد بجانب (شرور) غير مذكورة التي هي باقي (الشرور)، وبهذا تكون السورة كافية وافية شافية كفلق الصبح للتعوذ من كل (الشرور)، فقد تعوذ في أول السورة بالله تعالى رب الفلق ليقول لنا أن التعوذ بهذه السورة من أي (شر) سوف يأتي بنتيجة مضمونة كفلق الصبح، فلا تضيعوها ففيها كل الخير، والحمد لله رب العالمين."

سورة الناس

"سورة الناس تتكلم عن الوسواس"
-------------------------

1 - قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
2 - مَلِكِ النَّاسِ
3 - إِلَهِ النَّاسِ
4 - مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ
5 - الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ

6 - مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ


"أين يذهب (الوسواس) الخناس من هذه السورة العظيمة وقد استجار قارئها برب الناس ملك الناس إله الناس، أين يذهب من رب وملك وإله في آن واحد، وكل ما يملكه شيء هزيل هو (الوسوسة) في صدور الناس لا أكثر، فالمستعيذ بها يستعيذ بعظيم جليل من ضعيف هزيل فلا بد أنه هو الرابح الكاسب، والحمد لله رب العالمين."