السبت، 25 مايو 2019

سورة الشمس


"سورة الشمس تتكلم عن التزكية التي هي التطهير"

-------------------------

1 - وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا

2 - وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا


"الشمس (تطهر) الأرض من الجراثيم وأشياء أخرى وضحاها وقت حرها فضَحاءُ : إذا قَرُبَ انْتصافُ النَّهارِ وهو وقت (يحرق) الجراثيم في الجو (حرقا).
والقمر يتبعها ... تلاها بمعنى تبعها كما نقول جاء محمد يتلو محمود ومحمود يتلو أحمد أي أحمد يمشي في المقدمة ومحمود خلفه ومحمد خلفه وهم يمشون ووصف يتلو فيه حركة لازمة ليس مثل خلف فخلف يتلو ولا يتحرك أو يتحرك لا فرق فالقمر يتحرك بعد الشمس والإثنان يتحركان ولكن ليس شرط خلف بعضهما فورا بل يمكن أن يوجد وقت بينهما فالشمس تذهب ثم يتلوها القمر ليلا ولكن شرط أن لا يكون بينهما جرم آخر فالقمر يتلو الشمس أي ليس هناك شيء بينهما، وقد يكون المعنى أنه يتلوها في فعلها (التطهيري) (فيطهر) الأرض كالشمس فتعاقب النهار والليل هذا بِحرِّه وهذا ببرودته يقضي على أعتى الجراثيم."

-------------------------

3 - وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا

4 - وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا


"والنهار إذا جلاها، النهار هو الوهج الذي ينتج عن انعكاس ضوء الشمس عن ذرات الهواء وجزيئاته ولولا هذا الوهج لظهرت الشمس في السماء كقرص مضيء محاط بسواد لنفوذ أشعتها دون تشتت، وهذا السواد هو المعني في الآية التالية وهي "والليل إذا يغشاها" فلولا النهار لرأينا حقيقة الفضاء حيث الشمس محاطة بسواد السماء أي الليل وهو يغشاها ويغطيها من كل جانب ومن الأمام أيضا ولكن نراها لأن أشعتها تنفذ خلاله باتجاهنا أما من باقي الجوانب فلا نرى أشعتها لأنها ليست باتجاهنا وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم في مواضع أخرى الشمس والقمر والليل والنهار وأنهم كل في فلك يسبحون، وتعاقب الليل والنهار هو لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا أي ليتطهر من آثامه كما قال تعالى "﴿وَهُوَ الَّذي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ خِلفَةً لِمَن أَرادَ أَن يَذَّكَّرَ أَو أَرادَ شُكورًا﴾ [الفرقان: ٦٢]" فكل ما سبق مرتبط بمقصد السورة وهو (التزكية)"

-------------------------

5 - وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا

6 - وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا


"والسماء وما بناها ... السماء تبنيها النجوم ومجموعاتها ومجراتها ولكن لبنتها الأساسية هي النجوم وهذا ما يبني السماء ... والأرض وما طحاها ...
طَحا : بَسَطَ ، وانْبَسَطَ ، واضْطَجَعَ ، وذَهَبَ في الأرضِ 
وطاحِي : الجَمْعُ العَظيمُ ، والمُرْتَفِعُ ، والمُنْبَسِطُ ، والذي قد مَلأَ كلَّ شيءٍ كَثْرَةً 
مِظَلَّةٌ طاحِيَةٌ ومَطْحِيَّةٌ ومَطْحُوَّةٌ : عَظِيمَةٌ . 
ـ بَقْلَةُ المُطَحِّيَةُ : النابِتَةُ على وجْهِ الأرضِ . 
ـ طَحْيَةٌ من سَحابٍ : قِطْعَةٌ منه
معنى الآية: أَقْسَم بالأرض وأَقْسَم بما طحاها أي بما ملأ الأرض من الكائنات الحية والنبات والعناصر وطبقاتها الفوقية والتحتية كالريح والسحاب والماء والتراب والجبال كثرة وبركة سبحانه ... والسماء وما بناها والأرض وما طحاها أقسم بالسماء وما فيها والأرض وما فيها أي الكون كله أليس في ذلك تذكرة وموعظة لك (تزكيك)؟"

-------------------------

7 - وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
8 - فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
9 - قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا

10 - وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا


"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، الذي فعل ذلك هو الله بما يرى من طبعها وترك لها الإختيار بين (التزكية) لها أو (التدسية) وهي الإفساد والإغواء فقال تعالى "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" ... مما سبق نرى أن القسم من أوله إلى آخره يحمل مقصد السورة وهو (التزكية) التي هي (التطهير)"

-------------------------

11 - كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا
12 - إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا
13 - فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا
14 - فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا

15 - وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا


" مما سبق نرى أن القسم من أوله إلى آخره يحمل مقصد السورة وهو التزكية التي ضدها التدسية فقال تعالى: "كذبت ثمود بطغواها" وهذا من (التدسية) ... "إذ انبعث أشقاها" هذا الذي (دسَّى) نفسه ولم (يزكِّها) ... "فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها" الذي (زكى) نفسه هو رسول الله قال للذين (دسَّوا) أنفسهم ناقة الله لا تقربوها بسوء لا ينزلن بكم عذاب الله ... "فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها" التكذيب والعقر مصدرها أنهم (مُدَسُّون) فكان عقابهم تسوية الحساب فأهلكهم وهذا جزاء الظالمين (المُدَسِّين) ... "ولا يخاف عقباها" فالله لا يخاف عقبى شيء لأنه عادل وهو عادل في إهلاك هؤلاء (المُدَسِّين) ... كل آية أو مجموعة آيات مما سبق يصب في معنى ومقصد السورة وهو (التزكية) التي ضدها (التدسية) والله تعالى أعلم وسبحان الله العظيم."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق