الأحد، 2 يونيو 2019

سورة الملك

"سورة الملك تتكلم عن الملك الذي منه العز والجبروت"
-------------------------

1 - تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
2 - الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ
3 - الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ
4 - ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ

5 - وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ


"(الملِك) الحقيقي الكامل (الملك) هو الذي يخلق (مملكته) ويتسلط عليها بعكس صاحب (الملك) الناقص كالبشر الذي يتسلط على ما وجد وليس ما خلق، فالله تعالى خلق الموت والحياة وتسلط على خلقه بأن ابتلاهم بذلك فهذا هو (الملك) الحق ... خلق سبع سماوات طباقا أتقن خلقهن إتقانا معجزا فلا تفاوت ولا فطور هذا هو (الملك) الحق ... زين السماء الدنيا بمصابيح وجعلها تهديدا دائما لنوع من عتاة خلقه الذين هم الشياطين وتوعدهم بالنار، هكذا يكون (الملك) الحق يخلق ويزين، ويهدد ويتوعد الخارجين عن أمره في (ملكه)."
-------------------------

6 - وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
7 - إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ
8 - تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ
9 - قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ
10 - وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ

11 - فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ


"هذا من عزة (الملك) وجبروته فالله تعالى (الملك) الحق تهدد الشياطين وهنا تهدد الكفار ويحاسبهم ويلقيهم في جهنم التي هي من خلقه وتحت (ملكه) ويوبخهم فهم خارجون عن القانون الذي وضعه لأنه (الملك) الذي يأمر وينهى في (ملكه) فلا يناقَش، ومن تمام (ملكه) إتقانه لكل ما خلق فهذه جهنم ما خلقت للتسلية بل خلقت لتعذيب أعدائه فهو (،الملك)، ومن إتقانه لها وتنفيذها لأوامره وهو الذي خلقها وهو (مَلِكُها) (ومالكها) أن لها شهيق وهي تفور يسمعها أعداؤه الكفار حين تلقيهم ملائكته فيها لترعبهم بسبب إفسادهم في (ملك) الله ومن شدتها عليهم أنها تكاد تميز من الغيظ عليهم لعصيانهم (مَلِكهم) (ومَلِكُها)، وكذلك الملائكة التي خلقها الله (الملك) لتعذيب هؤلاء توبخهم كيف لم يعدوا العدة لملاقاة (الملك) الجبار ولم يقدروا جبروته ولماذا أفسدوا في (ملكه) وقد أحسنه وأتقنه بأن يسألونهم توبيخا ألم يأتكم نذير ينبهكم ألّا تفسدوا في (ملك) الله فيجيبون بالإيجاب ويعترفون بتكذيب رسلهم وإنكار رسالاتهم وكذلك يعترفون بفساد عقولهم، فاعترافهم المفصل هذا يأتي من هيبة (ملك) الله وخوفهم منه، ولات حين مناص فلِم ينكرون وهم بين يدي (الملك) الحق فلا (مُلك) لهم (والملك) له وحده وكل هذا من تمام (ملكه) سبحانه وتعالى"
-------------------------


12 - إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ


"إن الذين يخشون ربهم بالغيب دون رؤية الله (الملك) ويعلمون أنه صاحب (الملك) فلم يعبثوا في (ملكه) ولم يفسدوه، لهم من (الملك) الجبار مغفرة وأجر كبير"
-------------------------

13 - وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

14 - أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ


"من تمام (ملكه) علمه بما يسر خلقه وما يجهرون به من القول وعلمه ما في صدورهم، كيف لا وهو الذي خلقهم فهو ليس (كملوك) خلقه لم يخلقوا شيئا مما (مُلِّكوا) فيه فلا يعلمون شيئا من خفايا الصدور"
-------------------------

15 - هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
16 - أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ
17 - أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ

18 - وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ


"الأرض خلقها (الملك) الحق وجعلها ذلولا لخلقه وسمح لهم أن يتحركوا في (ملكه) ويمشوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه وليحذروا أن يفسدوا فيها وتهددهم بأنهم إليه معادهم وتهددهم أن هل أمنتم إن أنتم أفسدتم في (ملكه) أن يخسف بكم الأرض التي هي (ملكه) فإذا هي تمور أم أمنتم أن يسلط عليكم السماء التي هي (ملكه) فيرسل عليكم منها حاصبا فاحذروه إن هو أنذركم فله (ملك) كل شيء، الأرض والسماء وما بينهما، سبحانه، أفلم يروا ما فعل الله تعالى بسابقيهم لما أفسدوا في (ملك) الله عندما كذبوا رسلهم كيف كان إنكار الله تعالى لفعلهم بإهلاكهم."
-------------------------

19 - أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ
20 - أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ
21 - أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ

22 - أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ


"ومن آيات (ملكه) الطير التي خلقها وسخرها وسهل لها الحركة لا يمسكها في السماء إلا هو بما أودع فيها من آليات للحركة والطيران بعلمه وإبصاره بأسرار الأشياء وقوانينها، هذا هو (الملك) الحق المقتدر أم من في ظنكم غيره يستطيع نصركم ضد عدوكم سواه، (ملك) (ومالك) كل شيء، فالنصر لا يكون إلا من الله (يملكه) كما (يملك) الرزق فمن (يملك) رزقكم إلا هو، ليس أحد من دونه، بل الكافرون بالله المفسدون في (ملكه) يظنون أنهم (يملكون) النصر على أعدائهم بقوتهم وينكرون قدرته على الرزق نافرين من حقيقة أن النصر والرزق بيد الله وحده وهذا من تمام (ملكه) ولا ينسبان إلا إليه سبحانه فمن يظن ذلك لا يرى حقيقة الأشياء كالمكب على رأسه المنتكس الذي لا يرى الحق ولا يتبعه لا يبصر طريقه الواضحة السوية فهل هناك من هو أسوأ منه"
-------------------------

23 - قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ
24 - قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
25 - وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
26 - قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ

27 - فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ


"الله تعالى (مالك) كل شيء لأنه خالق كل شيء فهو الذي أنشأكم من الأرض وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة، أفلا يستحق هذا (الملك) الشكر، فالواجب نحو (الملك) الذي يهب لأهل (ملكه) الهبات، الشكر والعرفان بالجميل، والله تعالى نشركم في الأرض وأطلق أيديكم فيها فالتزموا بأوامره حتى لا تفسدوا (ملكه) واعلموا أنه سيحشركم إليه ليحاسبكم على أفعالكم في (ملكه) فاحذروه سبحانه، وليس لكم يومها من أمركم شيئا. ولن تعلموا له موعدا حتى تتفاجأو به فإذا هو أمامكم ولن يفيدكم تكذيبكم به يومها وسيسيئكم مواجهة (ملك) (الملوك) لكفركم به واساءتكم له بالعبث في (ملكه)"
-------------------------

28 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
29 - قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

30 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ


"الله (الملك) الحق يرحم من يشاء ويهلك من يشاء، ومن رحمته أرسل رسوله لهداية الناس والبعد عن الإفساد في (ملكه) بالكفر وعصيان أوامره التي أنزلها في كتابه على رسوله، فليحذروا إن ذهب الرسول فمن يجيرهم من العذاب الأليم، فهذا الرسول رحمة لهم من (الملك) الرحمن يؤمن بما جاء به من الله تعالى متوكلا عليه لأن الإنسان ضعيف يتوكل على (ملك) قوي جبار فليؤمنو بما جاء به فإن لم يفعلوا فسيعلمون يوم القيامة من هو في ضلال مبين حين يَرَوْن جهنم ويلقون فيها كما تهددهم في أول السورة وينبههم على قدرته بأنه هو الذي يطعمهم ويسقيهم، ولو شاء لأهلكهم جوعا وعطشا فكل شيء بيده فليحذروا فهو (الملك)."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق