السبت، 25 مايو 2019

سورة الماعون


"سورة الماعون تتكلم عن تاركي الصلاة"

-------------------------

1 - أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
2 - فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ
3 - وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ
4 - فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
5 - الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ
6 - الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ

7 - وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ


"عينة المصلين الذين هم لا يؤدون الصلاة (ويتركونها) عمدا، قلوبهم قاسية كالحجر فهو وإن ادعى الإسلام يُكَذِّب بالدين فلا يُقيمُه ولا يلتزم به. ومن قسوته وقسوة قلبه يَدُعُّ اليتيم الضعيف المغلوب على أمره، ولا يحض على طعام المسكين فلا هو أطعم ولا حض على الإطعام، ويتظاهر بفعل الخير ليقال كريم وطيب وهو أبعد الناس عن ذلك، وذلك لأنه قاس القلب بسبب (تركه) لصلاته فالحذر الحذر من (ترك) الصلاة فهو مصدر قسوة وتحجر القلب، والحمد لله رب العالمين. إقرأ المقالة أدناه لمزيد من الإيضاح.


الإستنتاج



أحيانا تجد أن العقاب الرباني أو الوعيد الواحد يكون لعدة أشياء مجتمعة إن اجتمعت استحق صاحبها الوعيد وليس لشيء واحد فيكون من وُجِد فيه شيء واحد من الأشياء المذكورة لزم أن تكون جميعها موجودة فيه، أي من وُجِد فيه أحدها وُجِد فيه كلها، كما في سورة الماعون، فالذي يكذب بالدين لزِم أن يكون قاسي القلب يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ويكون لا يصلي، كذلك من لا يصلي لزِم أن يكون مكذبا بالدين ويدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، وكذلك قاسي القلب الذي يدع اليتيم لزِم أن يكون من المكذبين بالدين ولا يصلي ولا يحض على طعام المسكين. وفي الآيات التالية "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون" كذلك، المصلون الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم تاركوا الصلاة فمن ترك الصلاة لزم أن يكون من المرائين بأعمالهم ولزم أن يكون قاسي القلب فاسد الخلق يمنع الماعون، وكذلك قاسي القلب فاسد الخلق الذي يمنع الماعون لزم أن يكون تاركا للصلاة ولزم أن يكون من المرائين بأعمالهم ... وهكذا.
تاركي الصلاة نوعين، تارك بفعله وتارك بقلبه، فتاركها بفعله لا يؤديها لا بفعله ولا بقلبه فهذا لا يسمى من المصلين فهو أقبح الإثنين. وتاركها بقلبه هو المقصود في قوله تعالى فويل للمصلين الذين هم "عن صلاتهم ساهون" فهو عمليا كتاركها بفعله. الفرق بين الذين هم "عن صلاتهم ساهون" والذين هم "في صلاتهم ساهون" أن الذين هم عن صلاتهم ساهون لا يذكرونها وغير مهتمين بها ولا يتحرون أوقاتها وهي ليست أول اهتماماتهم، فهم ساهون عنها بأشغالهم وحياتهم فلا يهتمون بها، فإن تصادف أن رأى أحدا يصليها أمامه صلاها وإلا فهي ليست من اهتماماته ولا يضبط ساعته لأوقاتها، فهذا ليس من مقيمي الصلاة ويسمى تاركا للصلاة، غير الذي يتحرى وقتها ويضبط ساعته لها وهي أول اهتماماته ولكن تأخذه الدنيا أحيانا وهو يصليها، فيسهو، فهذا من مقيمي الصلاة ولا يسمى تاركا للصلاة، فإقامة الصلاة كالقيام بالزوجة والولد والقيام بالواجبات التي تستقيم بها الحياة، فإن لم يقم الرجل بزوجته وولده خرب بيته، وهكذا من لا يقيم صلاته خرب دينه فأصبح منافقا أو كافرا. فمن كانت صلاته على باله دائما كان الله تعالى على باله دائما، فهو مقيم للصلاة ولا يكون تاركا لها، ومن لم تكن على باله دائما لم يكن الله تعالى على باله، فهو تارك للصلاة، فاعرض نفسك على ما ذكرت أعلاه لتعرف إذا كنت مقيما للصلاة أو تاركا لها، وصلى الله تعالى على نبينا محمد."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق