الأحد، 2 يونيو 2019

سورة الجن

"سورة الجن تتكلم عن الرسالة من خلال قصة النبي الكريم عليه السلام مع الجن"
-------------------------

1 - قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا
2 - يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا
3 - وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا
4 - وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا
5 - وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
6 - وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا

7 - وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا


"مضمون (الرسالة) هي الدعوة للتوحيد، وبعض الجن يوحدون الله وينكرون الصاحبة والولد لله الذي هو شرك بالله ويستبعدون ذلك، وإبليس الذي هو من الجن يكذب على الله تعالى ويدعو إلى الشرك وانكار (الرسالة)، وبعض الإنس يعوذون برجال من الجن فيشركون بالله ويزيدونهم كفرا بإخافتهم، وأن كفار الجن ظنوا ككفار الإنس أن لن يكون هناك بعث بعد الموت وينكرون (الرسالة)."
-------------------------

8 - وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا
9 - وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا

10 - وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا


"حماية (الرسالة) أثناء النزول"
-------------------------

11 - وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا
12 - وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا
13 - وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا
14 - وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا

15 - وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا


"المسلمون الصالحون يؤمنون (بالرسالة) وسيدخلون الجنة، والقاسطون الكفار يكفرون (بالرسالة) وسيكونون حطبا لجهنم"
-------------------------

16 - وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا

17 - لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا


"كان الجن يقعدون من السماء مقاعد للسمع يتسمعون لكلام الملائكة فحين بعث النبي عليه السلام ونزلت (الرسالة) ملئت السماء حرسا شديدا وشهبا ومنعوا من ذلك و أرسلت عليهم الشهب لتبعدهم عن السماء والتسمع فلم يعودوا يعلمون من خبر السماء شيئا بالسمع ولكن فقط من القرآن المنزل فمنهم من آمن (بالرسالة) ومنهم من كفر وعلموا أن قوتهم تحت سيطرة الله لن يهربوا منه فهم في ملكوته وان النفر من الجن الذي استمعوا إلى القرآن من النبي ليلة الجن آمنوا بالنبي الكريم (وبرسالته) وعلموا أن الله تعالى لن يبخسهم حقهم ولن يرهقهم بتعذيبهم. فالجن منهم المسلمون الراشدون المؤمنون (بالرسالة)، فهم الناجون ومنهم القاسطون الهالكون المنكرون (للرسالة)، فهم حطب جهنم هذا أجرهم في الآخرة، وفي الدنيا فإن الجن المستقيمون على (رسالة) الله تعالى جزاؤهم أن يسقيهم ماء غدقا رزقا لهم وفتنة منه ليرى من يستمر على إيمانه (بالرسالة) وينجو ومن يُفتن بالدنيا ويعرض عن (رسالة) ربه فيسلكه عذابا صعدا ويهلكه."
-------------------------

18 - وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
19 - وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا
20 - قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا
21 - قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا
22 - قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا

23 - إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا


"التوحيد صلب (الرسالة) وقلبها النابض، لا الجن ولا (الرسول) لهم من الأمر شيء.جُعل ذلك المكان الذي اجتمع فيه النبي الكريم عليه السلام بالجن مسجدا وسمي مسجد الجن، فلا يُتخَذ بعد ذلك مكانا يشرك فيه بالله بعبادة الجن أو النبي الكريم عليه السلام بل يعبد فيه الله تعالى وحده لا شريك له، فالجن خلق من خلق الله تعالى وليسو آلهة مع الله تعالى، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فهم خلق من خلق الله، فحين قام النبي عليه السلام يدعو الله تعالى في ذلك المكان تجمعوا عليه حتى كادوا يكونون عليه طبقات يستمعون دعاءه وكلام الله تعالى (ورسالته) للخلق، فلا الجن يستحقون العبادة من دون الله تعالى ولا النبي الكريم عليه السلام يستحق ذلك، فهو قام يدعو الله تعالى وحده لا يشرك به أحدا وهو لا يملك لأحد ضرا ولا رشدا، وهو نفسه لن يجيره من الله أحد ولن يجد مفرا يفر إليه من الله تعالى، فما هو إلا مبلغ (لرسالة) ربه، فمن يطع الله (ورسوله) المُبلِّغ نجا ومن عصاهما هلك وأدخل جهنم خالدا فيها أبدا، فهو خلق من خلق الله وكذلك الجن."
-------------------------

24 - حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا
25 - قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا
26 - عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا
27 - إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا

28 - لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا


"(الرسالة) بلاغ من الله تعالى لخلقه بلغهم بها نبيه الكريم فيجب طاعته، فمن يعصه فإن له نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا يوم القيامة، وقد وصلت (الرسالة) من السماء نقية لا شائبة فيها بحفظ الله لها من الجن والشياطين. ولا فائدة من معرفة متى تكون الساعة فالله تعالى وحده يعلم، فهي آتية، وسيكون الحساب، وحينها يكون الناس أضعف ناصرا وأقل عددا من الملائكة فلا ينصرهم إلا عملهم الصالح الذي اكتسبوه بطاعة (رسلهم) المبلغون (لرسالات) ربهم المحفوظة من تلفيق الجن والشياطين واعتراضهم طريقها أثناء نزولها من السماء لتصل إلى الناس نقية كما أراد لها الله تعالى."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق