مقاصد السور

كل سورة من سور القرآن الكريم تحمل معنى واحد وتتكلم عن شيء واحد هو مقصد السورة قصرت السورة أو طالت، فتلاحظ تماسك السورة حول مقصدها، لذلك تجد سلاسة في فهم السورة، ولا يوجد شذوذ عن هذه القاعدة في جميع سور القرآن الكريم، فسبحان الله العظيم.
لكل سورة في القرآن الكريم غرض واحد تتكلم عنه، ويوصف الغرض بكلمة يتكرر معناها وليس لفظها في كل آية أو مجموعة آيات من السورة. وقد عمل العلماء قديما وحديثا على اكتشاف مقاصد سور القرآن الكريم واختلفوا في ذلك اختلافا كبيرا، فقارئ القرآن يقرأ السورة من القرآن وما يدري عن ماذا تتحدث، فيفهم آياتها آية آية، وفي أحسن الأحوال يفهم مجموعة آيات تتحدث عن غرض واحد، ولا يدرك لم قال الله تعالى هذه الآية أو لم قالها في هذه السورة، وما الحكمة من آيات السورة، لأنه لا يعلم عن ماذا تتحدث السورة ككل فَلَو أدرك عن ماذا تتحدث لأدرك الحكم العظيمة وراء كل آية، وما تخفيه كل آية، ولفهم السورة كما ينبغي، فلا يذهب صاحب الهوى في تفسير الآيات والإستشهاد بها على هواه سادرا في غيه يفسد العقول، لأنه لا ضابط لمعاني الآيات، لأن مقصد السورة غير واضح ومربك، فمعرفة مقصد السورة ينعكس على مقصد الآية وهو ضابط لمعناها بالتأكيد. إن لكل سورة مقصد وهذا المقصد يكون كلمة مفتاحية، وبما أنه كذلك فلا بد بأي شكل من الأشكال أن تتكرر الكلمة في السورة، أو على الأقل أن ترصد مرة واحدة ... لا بد ... هذا منطقي ... لم يفعل العلماء ذلك لأنهم ظنوا أن مقصد السورة قد يكون موضوعا من بنود أو في بعض الأحوال جملة وبهذا ضلوا عن اكتشاف مقاصد الكثير من السور أو أخطأوا في الكثير منها.

اكتشاف مقصد السورة

  • مقصد السورة كلمة مفتاحية، وبما أنه كذلك فلا بد بأي شكل من الأشكال أن تتكرر الكلمة في السورة أو على الأقل أن ترصد مرة واحدة ... لا بد ... هذا منطقي.
  • السور التي تتكون من أكثر من صفحتين لا بد أن تجد الكلمة المفتاحية في الصفحة الأولى غالبا أو الثانية من السورة، وقد تجدها في آخر صفحة أو صفحتين من السورة مع أن هذا ليس شرطا فقد تكون في أي مكان، ولكن الغالب وجودها في مطلع السورة.
  • خذ الكلمات التي تظن أنها مفتاحية واحدة واحدة واعرضها على السورة بأكملها فإن وجدت السورة بأكملها تتكلم عن هذه الكلمة فستكون هذه الكلمة هي المطلوبة وهي مقصد السورة، وإلا فخذ غيرها، وهكذا حتى تجد الكلمة التي تتكلم عنها السورة بأكملها. لا بد أن يظهر معنى وأثر الكلمة المفتاحية جليا في آيات أول صفحة من السورة فترى الآيات تتكلم عن نفس الكلمة ويستمر مع كل آية أو مجموعة آيات حتى آخر آية في السورة قويا متماسكا.
  • الكلمة المفتاحية هذه هي مقصد السورة والحمد لله رب العالمين.
مثال للتوضيح
سورة طه مثلا تتكلم عن التذكرة. لتكتشف ذلك فعليك قراءة كلمات السورة من بدايتها كلمة كلمة، وتتأكد أن السورة كلها تتكلم عن هذه الكلمة، فإن لم تكن تتكلم جميع السورة من آيات أو مجموعات آيات عن هذه الكلمة، فهي ليست الكلمة المفتاحية التي هي مقصد السورة ... فمثلا جرب أنزلنا وتشقى وتذكرة وتخشى واستوى الموجودة في مطلع السورة خذها كلمة بعد الأخرى واقرأ السورة، لن تجدها تتكلم جميعها عن هذه الكلمات ما عدا تذكرة، فالسورة جميعها لا تتكلم عن التنزيل، وكذلك السورة جميعها لا تتكلم عن الشقاء، وكذلك السورة جميعها لا تتكلم عن الخشية، وكذلك لا تتكلم جميعها عن الإستواء، ولكن تجد السورة كلها بدون استثناء - آياتها أو مجموعات آياتها - تتكلم عن التذكرة فتكون كلمة تذكرة هي الكلمة المفتاحية ويكون مقصد السورة هو التذكرة، والحمد لله رب العالمين.


أضف إلى ذلك أن لكل آية في السورة مقصد خاص بها قد لا يتبع مقصد السورة ولكن مع مجموعة الآيات حولها تتبع مقصد السورة. ومقصد الآية تجده في كلمة منها قد لا يتبع مقصد السورة ولكن تخلق مقصدا للآية التي هي فيها. والآية التي هي فيها تتبع مقصد مجموعة الآيات التي تتبعها الآية. ومقصد مجموعة الآيات يتبع مقصد السورة، فالكلمة تدور في فلك الآية والآية تدور في فلك مجموعة الآيات ومجموعة الآيات تدور في فلك السورة والسورة تدور في فلك القرآن العظيم وهذه سنة من سنن الله تعالى الكونية فسبحان الله العظيم.
مثال لتوضيح فكرة مقصد مجموعة الآيات من سورة الزمر
الآيات "﴿قُل إِنّي أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللَّهَ مُخلِصًا لَهُ الدّينَ ۝
مقصد الآية الإخلاص
وَأُمِرتُ لِأَن أَكونَ أَوَّلَ المُسلِمينَ ۝
مقصد الآية الإسلام
قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ ۝
مقصد الآية الخوف
قُلِ اللَّهَ أَعبُدُ مُخلِصًا لَهُ ديني ۝
مقصد الآية العبادة
فَاعبُدوا ما شِئتُم مِن دونِهِ قُل إِنَّ الخاسِرينَ الَّذينَ خَسِروا أَنفُسَهُم وَأَهليهِم يَومَ القِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبينُ ۝ لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَلٌ مِنَ النّارِ وَمِن تَحتِهِم ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقونِ ۝
مقصد الآيتين التقوى
وَالَّذينَ اجتَنَبُوا الطّاغوتَ أَن يَعبُدوها وَأَنابوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ البُشرى فَبَشِّر عِبادِ ۝
مقصد الآية الإنابة
الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُو الأَلبابِ ۝
مقصد الآية الإتباع
أَفَمَن حَقَّ عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ ۝
مقصد الآية النجاة
لكِنِ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّةٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ الميعادَ ۝
مقصد الآية وعد الله تعالى
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابيعَ فِي الأَرضِ ثُمَّ يُخرِجُ بِهِ زَرعًا مُختَلِفًا أَلوانُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَجعَلُهُ حُطامًا إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِأُولِي الأَلبابِ
مقصد الآية الذكرى
﴾ [الزمر: ١١-٢١]
مقصد المجموعة وهو تجميع مقاصد الآيات المذكورة (الإخلاص والإسلام والخوف والعبادة والتقوى والإنابة والإتباع والنجاة ووعد الله تعالى والذكرى) وهو الإيمان. تجد أنه يتكلم في مجموعة الآيات أعلاه عن الإيمان فهو مقصد المجموعة، وهو يصب مع باقي آيات ومجموعات الإيات الأخرى في السورة في مقصد السورة وهو الإنقاذ والخلاص فالإيمان ينقذ الناس ...



مقاصد سور القرآن الكريم


سورة الفاتحة غرضها التضرع إلى الله تعالى بأسمائه المحببة إليه، فبإسمه الأعظم يفتتح القرآن الكريم، ولما كان القرآن الكريم كله يتكلم عن الله تعالى والنَّاس كان من المناسب أن يفتتح بإسم الله تعالى الله الموصوف بالرحمن الرحيم للتضرع إليه به.

سورة البقرة تتكلم عن الناس أو عن الهداية وضدها الضلالة وقد عالجت السورة من ناحية المقصد "الناس" وهو إسم والهداية صفة وكلاهما يصلح أن يكون مقصدا للسورة

سورة آل عمران تتكلم عن الخيرية

سورة النساء تتكلم عن رقابة الله تعالى ... الله يراقبك في أوامره ونواهيه فراقبه

سورة المائدة تتكلم عن حكم الله ما يجب على الناس فعله وما لا يجب فعله

سورة الأنعام تتكلم عن المراء والمراء المضاد وهو الجدل والنقاش

سورة الأعراف تتكلم عن الإتباع والولاية ... الكبر كمثال هو أن تتولى نفسك فأنت لا ترى أعظم منها أو أن تتولى غيرك تكبرا ... الكبر والفسق والظلم والغفلة والتكذيب كلها تولي شيء غير الله تعالى والعياذ بالله فينتج عنها الشرك والكفر والنفاق والإجرام وسيء الأخلاق فسبحان الله العظيم

سورة الأنفال تتكلم عن النصر

سورة التوبة تتكلم عن البراءة
حين يكون الإنسان في أشد الحاجة وقرابته والمحيطون به يتمتعون بحياتهم ويرونه ويحاربونه ويتخلون عنه ولا يحسون به وبالأذى الذي هو فيه وبالمسئولية الملقاة على عاتقه ويتولون عنه فلا تسأل عن همِّه وكربه ... هذا ما تتكلم عنه سورة التوبة فمقصدها البراءة من كل من يحارب الإسلام ويخذله، فالرسول عليه السلام وصحابته الكرام يجابهون الأعداء من من كل جهة ويتربصون به وبصحابته الكرام الدوائر وهم في أشد حالات الفقر والفاقة والعوز والحاجة إلى وقفة رجال معه ومع صحابته الكرام، ثم يجد الرسول عليه السلام وصحابته الكرام أن من يحيطون به من أهل المدينة ومن حولهم من الأعراب الذين يفترض أن يساندوه ويدعموه ويقفوا معه ضد أعدائه المتربصين، تجدهم يتخلون عنه وعن صحابته الكرام ويخذلونهم بل ويتربصون بهم الدوائر ... السورة تصور مدى الألم الذي كان يحس به النبي الكريم وصحابته الكرام من هذه المواقف المخزية لهؤلاء الكفرة والمتخاذلين، فسبحان الله العظيم.

سورة يونس تتكلم عن معرفة الله. إقرأ السورة ستجد كل آية تعطيك معلومة عن الله تعالى، فسبحان الله العظيم

سورة هود تتكلم عن النذير وضده البشير وهي من المناسب أن تأتي بعد سورة يونس التي تتكلم عن معرفة الله والحمد لله رب العالمين

سورة يوسف تتكلم عن القصص وما فيه من تنازع وهذا ما يميز أي قصص: التنازع

سورة الرعد تتكلم عن الفكرة فالذي يدخل الجنة أو النار هي الأفكار والفكر الذي يضمره البشر، فالفكر هو الذي يصدر العمل ويؤثر عليه، والعمل هو الذي يحاسب عليه البشر ... لماذا الكفار كفار والمؤمنون مؤمنون؟ ... لماذا اختار الكفار الكفر والمؤمنون الإيمان؟ ... هل هناك بشر مفضلون على بشر؟  الجواب أن الكفار في داخل أنفسهم أخبث تفكير وأخبث منهج، لذلك لن يعتبرهم الله بشر يستحقون الجنة حتى يغيروا ما بأنفسهم من خبث ونجاسة، فمناط دخول الجنة التفكير والفكرة التي في داخل النفس، فالجميع بشر ولكن ليس الجميع يستحق الجنة بسبب أفكارهم التي أنتجت أعمالهم السيئة.

سورة إبراهيم تتكلم عن الدعوة... الله يدعو الناس ليستجيبوا له والشيطان يدعو الناس ليستجيبوا له وكلمة الله طيبة وكلمة الشيطان خبيثة فاتبع ماشئت وانظر من بيده كل شيء فسبحان الله العظيم

سورة الحجر تتكلم عن الغواية وضدها الرعاية
بدأت السورة بالكلام عن أن القرآن كتاب هداية والكفار غاوون يأكلون ويتمتعون ويتعدون على الدين الحق وكتاب الله ورسوله ويستهزؤون برسل الله وهذا من غوايتهم حتى لو رأوا كل شيءٍ عياناً فلن يهتدوا فهم غاوون.
ثم تتكلم السورة عن أن السماء محفوظة برعاية الله من كل ضرر ومن الشياطين، والأرض محفوظة برعاية الله لحياةِ مَن عليها بالجبال والنبات والرياح والمطر وبوجود الموت والحياة لاستمرارية الحياة عند الخلق ... كل ذلك من رعاية الله سبحانه وتعالى.
ثم تتكلم عن خلق الجن والإنس وخلق آدم عليه السلام وهذا من رعاية الله، ثم تكلم عن غواية الله تعالى للشيطان وطرده من رحمته وتحديه لله تعالى بإغواء بني آدم بكل طاقته ورد الله تعالى برعاية عباده الصالحين وإدخالهم الجنة وأن الغواية ستكون للضالين وأن مصيرهم جهنم. فإن الله غفور رحيم بعباده الصالحين وهذا من رعايته لهم، وعذابه أليم لأعدائه الغاوين.
ثم تتكلم السورة عن قصة فيها المثال الواضح على الرعاية والغواية: رعاية الله تعالى لإبراهيم عليه السلام ببشارته بإسحاق حتى مع كِبَره في السن، وغوايته لقوم لوط وامرأته وإهلاكهم ورعايته لأهل بيته بنجاتهم وذكر مدى غواية قوم لوط حين راودوه عن ضيفه.
ثم ذكر غواية أصحاب الحجر بتكذيبهم رسلهم.
ثم يمتن الله تعالى على رسوله والمؤمنين برعايته وهدايته وحفظه لهم بالسبع المثاني والقرآن العظيم، ويأمر نبيه والمؤمنين بعدم الغواية بمد النظر للمفتونين بالدنيا وعدم الحزن عليهم لظلمهم. ويأمره أن يعلنها صراحة أنه مرسل من الله، ليفترق الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم في القرآن ويغووا ويقولوا نؤمن ببعض ونكفر ببعض فالآن اصدع بما تؤمر وأعرض عن الغاوين من المشركين فقد كفيناك المستهزئين.
ثم يُنهي الله سبحانه وتعالى السورة بأمره لرسوله بالتسبيح بحمد الله والسجود له وعبادته حتى النهاية رعاية له وحماية له من ضيق صدره بما يقوله الكفار، فسبحان الله العظيم.

سورة النحل تتكلم عن التفكر وضده الغفلة

سورة الإسراء تتكلم عن الهداية وضدها الضلال

سورة الكهف تتكلم عن الحُسْن ومرادفه الإتقان وضده العِوج
سورة الكهف تتكلم عن الحُسْن الذي منه الإحسان والإتقان وضده العِوَج ... هذا موضوع السورة التي تتكلم عنه من أول كلمة حتى آخر كلمة فيها.
في البداية يتكلم الله تعالى عن حُسْن كتابه وانعدام العِوَج فيه، وحُسن إنذاره وبشارته، وحُسن خَلْقِه في البداية والنهاية.
يتكلم الله تعالى بعد ذلك عن أصحاب الكهف وعن حُسن عقيدتهم وفعلهم وعِوَج عقيدة وفعل قومهم وكيف أحسن الله تعالى اليهم بأن آواهم إلى كهف تدخله الشمس والهواء ونومهم الهادئ وتقلبهم في نومهم كي لا يتعفنوا وحُسن فعله تعالى معهم بعد أن أيقظهم وانكشاف أمرهم وإحسان الناس في التعامل معهم بعد موتهم باتخاذ مسجد عليهم وحُسْن ذكرهم في كتبه المنزلة ليبقى ذكرهم إلى يوم الدين ... كل هذا من الحُسن.
ويتكلم بعدها مع نبيه الكريم عليه السلام بحُسن التعامل مع الله تعالى بأن لا يتألى على الله تعالى بتأكيد فعل شيء في المستقبل حتى يقول إن شاء الله وكذلك أوصاه بالأحسان كتلاوة القرآن وحُسن التعامل مع أتباعه من المؤمنين بالصبر عليهم وعدم تخطيهم، واعوجاج نهاية الكافرين وحُسن جزاء المؤمنين.
ويتكلم بعد ذلك عن عِوَج صاحب الجنة التي أحسن الله تعالى بها عليه وهو لم يحمد الله تعالى على نعمة جنته وأشرك بالله تعالى واغتر بها، وحُسن إيمان وقول صاحبه الذي نبهه لكفره، وحُسن الجزاء العادل من الله تعالى على كفره.
ويتكلم بعد ذلك عن نهاية الدنيا بطريقة لا عِوَج فيها، واعوجاج فعل الكافرين، وإحسان الله تعالى للبشر بإرسال الرسل وإنزال القرآن، وحسن نصحه وتحذيره، ويتكلم عن بداية الخلافة على الأرض وحُسن فعل الملائكة بالسجود لآدم وعِوَج فعل ابليس بعدم السجود.
ويتكلم بعد ذلك عن قصة موسى والخضر عليهما السلام الجميلة الحسنة وحُسن كل ما فعله الخضر حُسناً مخفياً وعِوج ظن موسى عليه السلام بكل ما كان يفعله.
ويتكلم بعد ذلك عن قصة ذي القرنين وأفعاله الحسنة في الشرق والغرب وبناء الردم القوي الحسن الذي يرد عمل يأجوج ومأجوج الأعوج بطريقة بناء مبدعة حسنة لا عوج فيها.
ثم ينهي سبحانه السورة بذم عِوَج الكافرين وعِوَج مصيرهم الذي هو الهلاك في جهنم وحُسْن نهاية المؤمنين وهو دخولهم الجنة وينهي بمدح حُسْن كلام الله وحُسْن نبيه وحُسْن وحدانية الله وحُسْن العمل الصالح، فسبحان الله العظيم.

سورة مريم تتكلم عن الهبة وضدها النزع
تبدأ السورة بطلب زكريا عليه السلام هبة الولد من ربه مع أن قوته وشبابه نُزِع منه وامرأته نُزعت منها القدرة على الإحتفاظ بالجنين فيبشره سبحانه، ويستغرب كيف يهبه الولد وقد نُزع منه كل ذلك؟ ويهبه الله الولد الموهوب يحيى عليه السلام الذي وهبه الله الكتاب والحكمة من طفولته والحنان والزكاة والتقوى وبر الوالدين كذلك والسلام والأمن في حياته ومماته ويوم بعثه أيضا... كل هذه الهِبات كانت ليحيى عليه السلام منذ طفولته، هذان موهوبان: زكريا ويحيى عليهما السلام.
ثم تتكلم السورة عن موهوبَيْن آخرَيْن مريم ابنة عمران وابنها عيسى ابن مريم عليهما السلام: مريم عليها السلام يهبها الله تعالى الولد دون زوج فتقع في حرج الحمل والولادة، وفي حرج التهمة في الشرف من قومها فيهبها الله تعالى سهولة في ولادتها وينطق رضيعها في المهد، ويهبها الله تعالى ابنا صالحا بارا بها مباركاً نبيا كريما عبداً لله لا جباراً ولا شقياً، فما وُهبت امرأة بمثل ما وُهِبَت به ... وولدها عيسى ابن مريم يهبه الله تعالى النبوة من طفولته والبركة والعبادة والصلاة والزكاة ولم يكن جباراً ولا شقياً ووُهِب السلام والأمن يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً فهل حصل لأحد هبات أعظم من ذلك ... فاختلف من بعده من اختلف ونزع الإيمان ممن اتخذه إلهاً أو قال هو ابن الله وهلك وخسر، فالله هو واهب الحياة وهو من سيرثها.
ثم تنتقل السورة لتتكلم عن هبات ونزع أخرى فيتحدث عن هبة النبوة لإبراهيم عليه السلام وهبة الصديقية وهبة العلم والحكمة تتبين في محاولة إقناعه لأبيه بالإيمان وعدم طاعة الشيطان ولكن أبيه كان منزوع الإيمان فلم يؤمن وظل على كفره خاسراً هالكاً، فاعتزله إبراهيم عليه السلام، فوهبه الله تعالى إسحاق ويعقوب عليهما السلام نبيين موهوبين مرحومين غير أبيه الخاسر الهالك.
ثم ذكر الله تعالى بعد ذلك بعض الموهوبين كموسى عليه السلام الذي وُهب الإخلاص والنبوة وتكليم الله تعالى له وتقريبه منه ووهبه الله تعالى أخاه هارون الموهوب بالنبوة أيضاً، وذكر إسماعيل عليه السلام الذي وهبه صدق الوعد والرسالة والنبوة وأمره أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً، وذكر إدريس عليه السلام الذي وهبه الله تعالى الصديقية والنبوة ورفعه إلى السماء مع علو درجته ... هؤلاء الأنبياء وغيرهم وهبهم الله تعالى نعمة الطاعة المطلقة والخضوع والسجود والخشوع لله تعالى ... فخلف من بعدهم خلف خاسرين منزوعي الإيمان يضيعون الصلاة ويتبعون الشهوات هالكون إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يهبهم الله تعالى الجنة ولا يُظلمون شيئاً ... الجنة الهبة العظمى جائزة المتقين.
ثم تتكلم السورة عن الخاسرين يوم القيامة الذين ينكرون البعث ولا يذكرون هبة الحياة من العدم التي وهبها الله إياهم، هؤلاء سينزع عنهم النَّعيمِ فلا يذوقونه ويُلقون في جهنم التي لابد أن يمر عليها الجميع ولا ينجو إلا الذين وهبوا التقوى في الدنيا، فمن كان يكايد المؤمنين حين يتلون عليهم آيات الله ويزينون لهم الجنة يقابلون حال المؤمنين بحالهم في الدنيا وينكرون البعث ويقولون لهم هباتنا أعظم مما وُهبتم فلن يروا هبات الآخرة بل سيلقون في جهنم، وهل هبات الدنيا دائمة؟ فليطمئن المؤمنون فالباقيات الصالحات هي الهبات الحقيقية التي ستبقى وتنفع يوم القيامة...

سورة طه تتكلم عن التذكرة والتذكير

سورة الأنبياء تتكلم عن الغفلة التي منها اللهو واللعب وضدها الحساب والإحكام (قبل ذلك قلت أنها تتكلم عن الوحي)

سورة الحج تتكلم عن الخصومة التي تورث الجدل والسطو والغيظ والخيانة والتكذيب وضدها الإستسلام والإخبات والرضا ...

سورة المؤمنون تتكلم عن الرعاية ومشتقاتها كالمراعاة وضدها العذاب

سورة النور تتكلم عن الموعظة

سورة الفرقان تتكلم عن الصدق والتصديق وضده الكذب والتكذيب

سورة الشعراء تتكلم عن الآية والآية هي العبرة والعظة والمعجزة والعظيمة من العظائم والمعجزة تطلق على العظيمة من العظائم ويقال لها أيضا آية ... حين تقرأ الآيات ستحس بعظمةٍ معجزةٍ لأعمال البشر المذكورون سواء كانت أمم فاسدة أو أنبياؤهم أو الأفراد فآيات السورة تتكلم عن الإعجاز فسبحان الله العظيم

سورة النمل تتكلم عن الغيب الذي هو المخبوء وضده الشهادة الذي هو المبصور

سورة القصص تتحدث عن المنة فسبحان الله العظيم

سورة العنكبوت تتكلم عن الفتنة

سورة الروم تتكلم عن الأمر الذي هو الشأن الجلل وراء المنظور وضده النهي ومن مرادفات الأمر التكليف والسلطة والحال والشأن

سورة لقمان تتحدث عن سبيل الله الذي هو هديه

سورة السجدة تتكلم عن الحق الذي ضده الباطل

سورة الأحزاب تتكلم عن الطاعة وضدها المعصية

سورة سبأ تتكلم عن الخبرة التى من مرادفاتها الممارسة والدراية، وعكسها الرعونة والجهل والحماقة

سورة فاطر تتكلم عن العلم، والعلم الكامل يأتي بعد الخبرة لذلك ناسب أن تأتي سورة فاطر التي تتكلم عن العلم بعد سورة سبأ التي تتكلم عن الخبرة، والعلم ضده الجهل فسبحان الله العظيم

سورة يس تتكلم عن الرحمة، ومن مشتقاتها الرحمن والرحيم، وضدها القسوة والقهر والعتو. ويصح أيضا أنها تتكلم عن الرسالة. ويصح أيضا أنها تتكلم عن الإحياء وإمكانية فهم السورة على أكثر من وجه يدل على ثرائها ومثل سورة البقرة التي تفهم على أنها تتكلم عن الناس وعن الهداية وعن العبادة فسبحان الله العظيم.

سورة الصافات تتكلم عن الطغيان وعكسه الإخلاص

سورة ص تتكلم عن الهبة ومن مرادفاتها البر أو الصدقة أو الإحسان وضدها القبيحة أو المنع أو الإمساك

سورة الزمر تتكلم عن الإنقاذ الذي هو النجاة بمنقذ ومنه الخلاص والإخلاص

سورة غافر تتكلم عن الإتباع وهو يأتي بعد الدعوة إلى الله تعالى

سورة فصلت تتكلم عن الإستقامة وضدها الزيغ

سورة الشورى تتكلم عن التوكل وهو التفويض والإعتماد مع التسليم وضده الشك. والتوكل تابع للولاية فالولاية لله تعالى تأتي ثم يتبعها التوكل عليه

سورة الزخرف تتكلم عن التسخير

سورة الدخان تتكلم عن الإجرام

سورة الجاثية تتكلم عن آيات الله

سورة الأحقاف تتكلم عن الإستجابة

سورة محمد تتكلم عن الوهن وضده العزم

سورة الفتح تتكلم عن الفضل فضل الله وضده السوء والمضرة ... لو أخذنا كل آية على حدة لوجدنا مقاصد الآيات جميعها تصب في الفضل وضده، وهذا واضح في السورة كلها

سورة الحجرات تتكلم عن الجهالة

سورة ق تتكلم عن الوعيد وضده الوعد

سورة الذاريات تتكلم عن الإفك وهو الإنصراف عن شيء وضده الإقبال

سورة الطور تتكلم عن العذاب وضده النَّعيمِ

سورة النجم تتكلم عن الظن الذي ضده اليقين

سورة القمر تتكلم عن الإزدجار الذي من مرادفاته الزجر ومدكر أي فهل من يتذكر فينزجر

سورة الرحمن تتكلم عن آلاء الله تعالى

سورة الواقعة تتكلم عن حق اليقين

سورة الحديد تتكلم عن الميثاق
هل رأيتَ شيئا بقسوة الحديد؟ فذلك الميثاق ... إقرأ سورة الحديد فهي تتكلم عن الميثاق، فما هو الميثاق الذي أخذه الله تعالى على خلقه؟ "﴿آمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَأَنفِقوا مِمّا جَعَلَكُم مُستَخلَفينَ فيهِ فَالَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَأَنفَقوا لَهُم أَجرٌ كَبيرٌ ۝ وَما لَكُم لا تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَالرَّسولُ يَدعوكُم لِتُؤمِنوا بِرَبِّكُم وَقَد أَخَذَ ميثاقَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ [الحديد: ٧-٨]" ... الميثاق هو الإيمان بالله ورسوله والإنفاق، فالإيمان بالله ورسوله تقسو وتصلب به النفوس في الحق والإنفاق تقسو به وتصلب بُنْيَةُ المجتمع فيصبح الناس والمجتمع كالحديد، فالحياة الدنيا بطبيعتها رخوة ممتعة لا كالحديد الذي مطلوب من الأمة المسلمة أن تكون مثله "﴿اعلَموا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكونُ حُطامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمَغفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضوانٌ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ﴾ [الحديد: ٢٠]" ولا يفُتُّ في عضد الأمة الحديدية مثل النفاق فلتحذر الأمة من المنافقين أشد الحذر والويل لهم "﴿يَومَ يَقولُ المُنافِقونَ وَالمُنافِقاتُ لِلَّذينَ آمَنُوا انظُرونا نَقتَبِس مِن نورِكُم قيلَ ارجِعوا وَراءَكُم فَالتَمِسوا نورًا فَضُرِبَ بَينَهُم بِسورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فيهِ الرَّحمَةُ وَظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ ۝ يُنادونَهُم أَلَم نَكُن مَعَكُم قالوا بَلى وَلكِنَّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم وَتَرَبَّصتُم وَارتَبتُم وَغَرَّتكُمُ الأَمانِيُّ حَتّى جاءَ أَمرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الغَرورُ ۝ فَاليَومَ لا يُؤخَذُ مِنكُم فِديَةٌ وَلا مِنَ الَّذينَ كَفَروا مَأواكُمُ النّارُ هِيَ مَولاكُم وَبِئسَ المَصيرُ﴾ [الحديد: ١٣-١٥]"، والخشوع لله رأس الإيمان فإن فُقِد قست القلوب فتفقد الأمة صلابتها وقسوتها في الحق "﴿أَلَم يَأنِ لِلَّذينَ آمَنوا أَن تَخشَعَ قُلوبُهُم لِذِكرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلا يَكونوا كَالَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلُ فَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلوبُهُم وَكَثيرٌ مِنهُم فاسِقونَ﴾ [الحديد: ١٦]" ... هذا مقصد سورة الحديد، فسبحان الله العظيم.


سورة المجادلة تتكلم عن التعامل وهي حدود الله في المحيطين أو البيئة

سورة الحشر تتكلم عن الإعتبار وهو أخذ العبرة

سورة الممتحنة تتكلم عن المودة وضدها البغضاء

سورة الصف تتكلم عن الأذى وضده الإحسان

سورة الجمعة تتكلم عن الذكر

سورة المنافقون تتكلم عن الصد وهو الإعراض

سورة التغابن تتكلم عن الغنى

سورة الطلاق تتكلم عن التقوى

سورة التحريم تتكلم عن التوبة

سورة الملك تتكلم عن الملك الذي منه العز والجبروت

سورة القلم تتكلم عن المفتون

سورة الحاقة تتكلم عن إحقاق الحق أي التي تحق الحق وتبطل الباطل

سورة المعارج تتكلم عن العذاب

سورة نوح تتكلم عن الإنذار وضده البشرى

سورة الجن تتكلم عن الرسالة من خلال قصة النبي الكريم عليه السلام مع الجن

سورة المزمل تتكلم عن التبتل وضده الفجور

سورة المدثر تتكلم عن الإعراض وضده الإقبال

سورة القيامة تتكلم عن البصيرة وضدها العمى

سورة الإنسان تتكلم عن السعي

سورة المرسلات تتكلم عن الوقوع أي الحدوث

سورة النبأ تتكلم عن التساؤل وضده الإنباء والإخبار والإجابة فهم يسألون عن يوم القيامة ومتعلقاته والله تعالى ينبيء ويخبر ويجيب

سورة النازعات تتحدث عن الكَرَّة التي هي القيامة أو الساعة أو البعث

سورة عبس تتكلم عن التذكرة التي هي الموعظة

سورة التكوير تتكلم عن مذاهب المنكرين

سورة الإنفطار تتكلم عن الإغراء بالله ومرادفاته التحريض والإغواء

سورة المطففين تتكلم عن التعدي

سورة الإنشقاق تتكلم عن الإستسلام لله تعالى وهو إعطاء الأُذُن لله تعالى

سورة البروج تتكلم عن الشهادة وهي الحضور والمعاينة

سورة الطارق تتكلم عن الحفظ

سورة الأعلى تتحدث عن استواء الأمر وهو أن يصبح الأمر سويا سليما قائما حسنا

سورة الغاشية تتكلم عن السيطرة

سورة الفجر تتكلم عن ذي الحجر أي ذي العقل وضده ذي الجهل

سورة البلد تتكلم عن القُدْرَة وهي التمكين والتمكن

سورة الشمس تتكلم عن التزكية التي هي التطهير

سورة الليل تتكلم عن الشَتَائت: عن الأشياء المتخالفة المتناقضة

سورة الضحى تتكلم عن الرضى

سورة الشرح تتكلم عن التيسير

سورة التين تتكلم عن الدين

سورة العلق تتكلم عن الهدى الذي ضده الجهل والضلال

سورة القدر تتكلم عن النزول

سورة البينة تتكلم عن البينة التي هي الحجة الواضحة.

سورة الزلزلة تتكلم عن مالها التي هي الأرض ما شأنها؟

سورة العاديات تتكلم عن الكند وهو الجحود

سورة القارعة تتكلم عن الثقل وضده الخفة

سورة التكاثر تتكلم عن التكاثر وهو الإستكثار من النعم

سورة العصر تتكلم عن العصر الذي هو مجموع الوقت

سورة الهمزة تتكلم عن الحطام

سورة الفيل تتكلم عن التضليل

سورة قريش تتكلم عن الإيلاف

سورة الماعون تتكلم عن تاركي الصلاة

سورة الكوثر تتكلم عن الكثرة وضدها القلة

سورة الكافرون تتكلم عن العبادة

سورة النصر تتكلم عن الفتح

سورة المسد تتكلم عن التباب

سورة الإخلاص تتكلم عن الأحدية

سورة الفلق تتكلم عن الشر


سورة الناس تتكلم عن الوسواس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق